فوضى الشرق الأوسط: إستراتيجية إسرائيلية أم عبثية مدمرة؟ …. إبراهيم نوار

فوضى الشرق الأوسط: إستراتيجية إسرائيلية أم عبثية مدمرة؟
إبراهيم نوار
وكأن الشرق الأوسط أصبح مثل مسرح للدمى، التي صنعتها أو شاركت في صنعها وتحركها إسرائيل.
إسرائيل تأمر سكان مناطق وشوارع في وسط العاصمة اللبنانية بيروت أن يرحلوا؛ فيرحلون اتقاء للإبادة، ويتركوا وراءهم ما يتحول في ثوان إلى مجرد ركام.
وهي تحاصر سكان شمال غزة، وتأمرهم بالرحيل أو الإبادة، حتى رحل أكثر من نصفهم، وأبيدت مساكنهم وبنيتها الأساسية.
وهي تتحكم في الضفة الغربية وتقتل من تشاء بتهمة الإرهاب بلا تحقيق، وتهدم بيوتهم وراءهم.
وهي اخترقت حدود سوريا، وقتلت من قتلت ودمرت ما دمرت، وكأن سوريا ليست دولة لها سيادة.
وهي قررت أن تبني سورا على حدودها مع الأردن، كما فعلت في حدودها مع مصر، مطمئنة إلى أنها تفعل ما تريد، متى تريد، وبالطريقة التي تريد، لأن الآخرين هم مجرد دمى، منهم من صنعت، ومنهم من صنعوا أنفسهم لها؛ فهي إذن تحركهم كيفما تشاء.
ما يحدث الآن في سوريا ليس غريبا عن ذلك. ففي سوريا تتقاطع طرق الإمدادات من إيران إلى شرق البحر المتوسط. وفي سوريا تكمن إحدى فوهات بركان الصراع السني – الشيعي.
وإذا كانت أهم أهداف إسرائيل بعد الهدنة مع لبنان هي تفكيك محور المقاومة، وتهويد الضفة الغربية، واقتطاع شمال غزة وتهويده، وإضعاف إيران، وتعزيز أمن حدودها مع الأردن ولبنان، فإن استئناف الحرب الأهلية في سوريا يمكن أن يحقق لها ما تريد.
استئناف الحرب الأهلية السورية قد يبعث من الرقاد نسخة جديدة من الحرب المذهبية بين السنة والشيعة. حرب تحمل معها كل مخزون الكراهية والقسوة التي تحملها طبيعة الحروب المذهبية والدينية في تاريخ العالم. هذه حرب لن تنتهي بسرعة، لأن أطرافا كثيرة لها مصالح متعارضة سوف تتورط فيها.
آخر خبر: عضو في المجلس الانتقالي يعلن أن جزيرة سقطرى اليمنية هي الإمارة الثامنة في دولة الإمارات !!!
#IbrahimNawar