المقالات

مركز البناء للدراسات.يصدر دراسغعن الأوضاع في سوريا

الاحداث السورية

تدحرجت الامور سريعا وخرجت عن السيطرة ابتداء من الهجوم على حلب والى سقوط دمشق بيد الفصائل المسلحة خلال اسبوع واحد والذي اسمته فصائل المعارضة بـ “ردع العدوان” يكشف عن مخطط تم الاعداد له من قبل الاطراف الثلاثة الرئيسية تركيا والولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني بالاضافة الى دور روسيا.

الاسباب التي أدت الى هذا الانزلاق الخطير:

1. الوضع الاقتصادي القاسي انهك الشعب السوري لدرجة اصبح لايفرق بين بشار الاسد والجولاني وقسد وكل الاطراف الدولية والاقليمية وخصوصا مايراه من سيولة مالية كبيرة في العراق بعد عام 2003 وكيف اثر التغيير السياسي على الوضع المعاشي والاحتكاك المباشر بين الشعبين في هذه النقطة ولدت دافعا مهما في التغيير والتخلص من نظام الاسد واعتباره نظام قمعي اجرامي وارسل الكثير من المعارضين للسجون.

2. القوات العسكرية فقدت القدرة على المواجهة بسبب الاهمال وعدم الاهتمام بما يحتاجه الجندي حتى على مستوى الدعم اللوجستي من غذاء وملبس فضلا عن امكانيات عسكرية جعلت دمشق محطة دفاعية وفاقدة لقدرة الهجوم نتيجة الانفاق العسكري منذ بدء الحرب في 2011 .

3. رغم الدعم الايراني المفتوح لسورية الا ان الذي استفاد منه بشكل كبير النظام وليس الشعب السوري وخصوصا النازحين سواء من الحرب او الزلزال ، فضلا عن غياب الدور الثقافي سواء من الجمهورية الاسلامية او فصائل المقاومة وبقيت محدودية التاثير في البيئة الحاضنة للمستفيدين من النظام وبالتالي ادى لغياب الروح العقائدية لدى الجيش او المواطن.

4. الفصائل المسلحة وتغيير خطابها الطائفي الى خطاب بناء الدولة ومعارضة بشار الاسد بعيدا عن الشعب والجيش وهو يشبه الى حدما كيفية استيلاء طالبان على السلطة في العام 2020 برؤية “الشراكة والمشاركة في السلطة وقلع النظام الفاسد” وما حدث قريب جدا من نفس الخطاب و”المعارضة لنظام الديكتاتور” .

5. الانشغال بطوفان الاقصى واهمال الساحة السورية وتحجيم دور ايران وفصائل المقاومة وهذه فيها شقين:

الاول: يتعلق بالجمهورية الاسلامية والفصائل والاهتمام العالي بجبهة لبنان وفلسطين التي اشغلت المحور بشكل كبير وحولت من قدراته العسكرية الى دعم حزب الله وحماس مع تركيز “تل ابيب” على استهداف سورية عدة مرات بهدف جرها للصراع المباشر لكن سكوت الاسد والاكتفاء بصد الهجوم ادى الى العودة لمعالجة الساحة السورية من الكيان الصهيوني على طريقة الفصائل المسلحة المعارضة.

ثانيا: تحجيم الدور الايراني والمقاومة وهذا جاء نتيجة الضربات الاسرائيلية المكررة على مقرات المستشارين الايرانيين في المساكن العامة السرية يهدف لدفع هؤلاء المستشارين في القواعد العسكرية المخصصة لهم ومن حيث المبدأ تحجيم لدورهم وبنفس الوقت الاختراقات الاستخبارية لخطوط الجيش السورية وضعت هؤلاء تحت أعين عملاء الموساد والـ “سي اي اي”

6. الدور الروسي في سورية خرج من وضعه الذي جاء له بهدف ملئ الفراغ في الساحة وطرد الارهابيين بل اخضعها لمسارات تفاوض بعيدا عن طهران وهذا ما ظهر في لتقارب الكبير مع تركيا لما له من انعكاس على الاثنين معا باعتبار تركيا جزء من الصراع الاوكراني الروسي ودخلت وسيطا ولم تحقق نتائج تستفيد منها فاستدرجتها روسيا لجانبها في مواجهة كييف عبر الاستغلال الاقتصادي ومن جانب اخر سحب يدها من ارمينيا وجعلها معرضة لاعتداءات اذربيجان الحليفة لتركيا وحققت في النزاع الاخير تقدما كبيرا مقابل وفق بيع المسيرات لاوكرانيا والاستيراد من روسيا في تحريك لعجلة الاقتصاد الروسي المنهك .

سيناريوهات المرحلة المقبلة:

1. ان تكون هناك عملية سياسية وتشترك فيها جميع الاطراف السياسية من السلفيين والمدنيين والعسكر و”قسد” وهذه مستبعدة للظروف الحالية لان الاطراف السلفية غير متفقة فيما بينها وان كانت “هيئة تحرير الشام” ظهرت بوجه باسم الا ان خصومها مثل “حراس الدين و الحزب التركستاني وحركة نور الدين الزنكي وأذرع القاعدة وداعش” لاتتفق فيما بينها سواء في شكل الدولة او القبول بمشاركة الاطراف غير السلفية ، ومن الجانب الاخر ان العسكر الذي يقوده مناف طلاس والمدنيين الذي يقودهم هادي البحرة رئيس الائتلاف المعارض غير منسجمين في السلوك والمبادئ وجميع هذه الاطراف بما فيهم السلفية لاتتفق تماما مع “قسد” الراغبة بتشكيل حكم ذاتي على طريقة اقليم كردستان .. وبالتالي مع الحضور الدولي لتركيا واميركا وروسيا لن يتم الاتفاق على هذه الصيغة بالوقت الحالي.

2. تشكيل كونفيدراليات في سورية (كردية في الشمال والشمال الشرقي وسنية اسلامية وعلوية) وهذا يحتاج الى وقت كبير باعتبار عدم الاتفاق بين الاطراف السنية والمدنين والعسكر يعرقل تمرير هذه الصيغة ولكن ستحتفظ “قسد” بحكم ذاتي مؤقتا ان لم تدخل تركيا وتواجههم .

3. التمديد لحكومة رئيس الوزراء محمد الجلالي بادارة السلطة مؤقتا وتحت اشراف السلفيين مثل النصرة وهذا هو السائد الان لفترة اشهر ان لم يحصل تغيير مباشر من قبل تركيا والكيان الصهيوني لان لهما التأثير الاكبر الان في مسألة ادارة الوضع السياسي السوري.

4. الحرب الاهلية والصراع بين الاطراف المتنازعة وهذا بدأ الان من خلال موجهات “قسد” و “النصرة” وقد يمتد وفق ماذكرناه اعلاه في تقاسم النفوذ بين السلفيين والتدخل التركي سيدفع الكثير من المواجهات بين الاطراف المتصارعة والاستمرار في القتال ، وهنا ستكون سورية محطة تجمع لكل ارهابيي العالم في الاقتتال وتمدد “تل ابيب” وانقرة.

النتائج الان على محور المقاومة:

1. خروج سورية من محور المقاومة وتحويلها الى بيئة معادية للمحور بشكل تام ولايمكن الاستفادة منها في الترابط الجيوسياسي بين اطراف المقاومة .

2. دخول الجيش الصهيوني للقنيطرة وقطع طريق امداد المقاومة الاسلامية في لبنان هدف اسرائيلي وانتقل بشكل سلبي على الارض ميدانيا

3. تحولت سورية من بيئة حاضنة للمقاومة الى بيئة تهدد اهم قطبين في المحور هما لبنان والعراق

4. جميع الاطراف السياسية المدنية والعسكر و”قسد” لاتوجد لديها خلافات مع “تل ابيب” وحتى بيئة السلفيين الحاضنة للنصرة واخواتها ليست لديها مشكلة ايدولوجية مع الكيان الصهيوني.

5. التاثير المباشر على العراق من خلال دفع الخلايا النائمة للنشاط مع وجود بيئة حاضنة لها في الجوار فضلا عن وجود تحركات تشرينية في الجنوب تحاول ان تستنسخ التجربة السورية في تهديد الاوضاع في العراق.

 

 

 

sura

وكالة شعاع نيوز وكالة اخبارية... الخبر ....كما هو...

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار