لقاء في الظل: ماذا وراء اجتماع شخصيات عراقية بالجولاني؟” …… بقلم: صلاح الزبيدي

“لقاء في الظل: ماذا وراء اجتماع شخصيات عراقية بالجولاني؟”
بقلم: صلاح الزبيدي
الدوافع والتداعيات
في مشهد سياسي معقد يعكس التداخلات الإقليمية والضغوط الدولية، أثيرت مؤخراً أنباء حول لقاء جمع بين شخصيات عراقية بارزة وأبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً). هذا اللقاء، إن ثبتت صحته، يحمل دلالات عميقة ويثير تساؤلات عديدة حول الدوافع والأهداف الكامنة وراءه.
السياق السياسي والأمني
منذ انهيار “داعش” في العراق وسوريا، برزت تنظيمات أخرى مثل هيئة تحرير الشام كلاعب رئيسي في المشهد السوري، مستفيدة من الفوضى السياسية وضعف المؤسسات. في العراق، ورغم استقرار الوضع النسبي، ما زالت البلاد تواجه تحديات أمنية، منها خطر تسلل العناصر الإرهابية عبر الحدود، ما يجعل أي تنسيق مع أطراف متورطة في الصراعات السورية أمرًا حساسًا.
الدوافع المحتملة للقاء
1. أجندات إقليمية:
يمكن أن يكون اللقاء جزءاً من تحركات إقليمية تهدف إلى إعادة ترتيب التحالفات في المنطقة، خاصة مع تصاعد الضغوط الدولية لتسوية الأوضاع في سوريا.
2. محاولة لاستعادة النفوذ:
قد تسعى بعض الشخصيات العراقية لتعزيز نفوذها السياسي أو الأمني عبر الاستفادة من قنوات اتصال غير رسمية مع فصائل سورية، بما في ذلك هيئة تحرير الشام.
التداعيات المحتملة
• على المستوى الداخلي:
قد يؤدي هذا اللقاء إلى زعزعة الثقة بين الأطراف السياسية العراقية، خاصة إذا كان هناك اعتقاد بأن الشخصيات المعنية تمثل جهات حكومية أو طائفية بعينها.
• على العلاقات الإقليمية:
يُحتمل أن يُثير اللقاء ردود فعل سلبية من دول الجوار التي تعاني أيضاً من تهديد الإرهاب، مثل سوريا وإيران، مما يعقّد العلاقات الثنائية.
• على الوضع الأمني:
أي محاولة للتنسيق مع جماعات متطرفة قد يُفسر كإشارة ضعف، ما قد يشجع تلك الجماعات على استهداف العراق مجدداً.
ختاماً
لا شك أن اللقاء، إذا كان قد حدث بالفعل، يضع العراق أمام تحديات أخلاقية وسياسية وأمنية خطيرة. فالتعامل مع جهات تحمل سجلاً مليئاً بالانتهاكات قد يضر بصورة العراق دولياً ويضعف موقفه في محاربة الإرهاب. ما يحتاجه العراق اليوم هو الحفاظ على مسافة واضحة من الجماعات المتطرفة، والعمل على تعزيز مؤسساته الأمنية والسياسية بعيداً عن الحسابات الضيقة أو الضغوط الإقليمية.