زيارة رئيس جهاز المخابرات العراقي المحترم إلى سوريا: خطوة استراتيجية بمعطيات دقيقة ✍️نزار الحبيب

زيارة رئيس جهاز المخابرات العراقي المحترم إلى سوريا: خطوة استراتيجية بمعطيات دقيقة

✍️نزار الحبيب 26/12/2024

تُعد زيارة السيد رئيس الجهاز إلى سوريا خطوة صائبة، بغض النظر عن الآراء المختلفة حول شخصياتها. هذه الزيارة تأتي في إطار مواجهة تحديات أمنية معقدة داخل سوريا، بعضها قد يتخذ طابعاً طائفياً. العراق يسعى إلى منع انتقال أي شحن طائفي إلى داخله، نظراً لتأثيراته المحتملة على النسيج الاجتماعي العراقي.

أهداف العراق من هذه الزيارة تتلخص في:

اولاً : حماية المراقد الشيعية المقدسة: العراق ملتزم بضمان سلامة هذه المواقع الدينية في سوريا.

ثانياً : استقراء الوضع الميداني عن قرب: العراق يريد فهم التوجهات السياسية والأمنية في سوريا، ليتمكن من اتخاذ موقف واضح يتماشى مع خيارات الأغلبية للشعب السوري.

ثالثاً : التحرك وفق أسس السياسة المتغيرة: السياسة ليست ثابتة، ولا يمكن اعتبار أي طرف عدواً دائماً. التاريخ مليء بالشواهد، كالحرب بين العراق وإيران التي استمرت ثماني سنوات وذهب ضحيتها مئات الآلاف من الطرفين، ورغم ذلك، تغيرت العلاقات بعد انتهاء الحرب.

خلاصة القول

المرحلة القادمة تتطلب احترافية في إدارة السياسة والإعلام، فهي لعبة عقول واستراتيجيات. من المهم أن يتجنب الفاعلون السياسيون العراقيون الانجرار وراء العواطف التي قد تؤدي إلى أخطاء مكلفة. كما يجب فهم هذه الزيارة في سياقها الواقعي، دون تحميلها معاني غير دقيقة، مثل ادعاء أنها اعتراف بأطراف محددة كالجولاني وغيره.