أعظم دور العلم والمعرفة والفكر الإنساني (( مكتبات بغداد )

أعظم دور العلم والمعرفة والفكر الإنساني
(( مكتبات بغداد )
منذ قرون خلت والعاصمة العراقية بغداد تزدهر بوجود المكتبات التي تضم مصادر ومؤلفات متنوعة في المجالات كافة، ولا تزال بغداد محتفظة بهذه الثروة الثقافية والتاريخية العريقة على الرغم من الظروف الصعبة التي عاشها العراق من حروب وصراعات وأزمات سياسية ومالية.
وتعد مكتبة بغداد الكبيرة من أهم المكتبات القديمة في العصر العباسي وكانت من أعظم دور العلم قرابة خمسة قرون متتالية أسسها الخليفة العباسي (هارون الرشيد) وتُرجمت فيها جميع الكتب من مختلف اللغات اليونانية والفارسية واللاتينية والسريانية والهندية وغيرها.
وعلى الضفاف الشرقية لنهر دجلة يقع شارع المتنبي وسط بغداد والذي يسمى بشارع الثقافة بما يتميز به من مكتبات متعددة يعود تاريخها الى عصور قديمة وهو محطة جذب للعراقيين والزائرين بعالمه المملوء بالثقافة والفن والأدب والشعر، فضلًا عن وجود مراكز ثقافية تروي تاريخ بغداد العريق.
للمكتبات القديمة في بغداد أهمية كبيرة لدورها في نهضة الثقافة العراقية وإظهار الأدباء والكتاب العراقيين على الرغم من قلة الطباعة بالعراق في ذلك الوقت.
وتعد المكتبة العصرية من أشهر مكتبات بغداد القديمة ولا تزال تسهم في نشر الثقافة بعموم البلاد وتتميز بوجود وكالة خاصة لها من
أغلب دور النشر المصرية لاستيراد الكتب والمجلات، وقد انتقلت إلى مبنى في شارع المتنبي عام 1948.
أما المكتبة القادرية التي تقع في إحد أركان ضريح الشيخ عبد القادر الكيلاني، فيعود تاريخها إلى القرن الخامس الهجري عندما كانت تدرٍّس الفقه والشريعة، تولى التعليم فيها الشيخ عبد القادر الكيلاني وسميت باسمه، ولم تخرج المكتبة عن إدارة أولاده وأحفاده الذين توارثوها حتى يومنا هذا. تحتوي المكتبة القادرية على عشرات الآلاف من الكتب المتنوعة ونسخ القرآن الكريم التي خُطت بماء الذهب، وعند التجوال في أروقتها يشد الانتباه عدد آخر من المكتبات الشخصية المتخمة بالنتاج الفكري والمعرفي مما يضفي عمقًا تاريخيًا وحضاريًا لمكانة أصحابها الثقافية المميزة.
وتبقى هذه المكتبة القديمة شاهدًا حيًا على حقب عديدة مرت بها البلاد، وحافظة لإرثٍ حضاري يأبى الإندثار.
ومن المكتبات القديمة الاخرى مكتبة (الفلفلي) التي تأسست عام 1930 وتقع في سوق السراي وهي عبارة عن مجالس أدبية يلتقي فيها الأدباء والمثقفون، وتحتوي كتبا ومصادر معرفية مختلفة من حضارات بابل واشور.
وفي العقود الاولى من القرن العشرين، ازدهر سوق الكتاب في بغداد حتى أصبح ظاهرة جذب انتباه العديد من دور النشر العربية والاجنبية.
في العاصمة الحبيبة شواهد ثقافية اصيلة لمكتبات ماتزال قائمة رغم قدمها، كما أنها ماتزال تمارس عملها لتكون منبعا للحركة الثقافية والفكر الانساني، ومنها مكتبة الاوقاف، هذا فضلا عن مكتبات أُنشأت بوقت لاحق ومنها المكتبة المركزية العامة التابعة لجامعة بغداد وغيرها.
ويضم المتحف الوطني العراقي بين صالاته مكتبة ضخمة مضى على إنشاءها أكثر من 70 عاما تحوي نفائس الكتب والمجلات والمعاجم والاطالس والخرائط والمسماريات، لاتضاهيها أي مكتبة أخرى على امتداد الشرق الاوسط.
ولم تكن المكتبات في بغداد لبيع أو عرض الكتب فحسب وإنما هي منتديات أدبية يجلس فيها كبار الاساتذة والأدباء والمثقفين من شتى المجالات.
أما المكتبات الحديثة في العاصمة فتضم أنواع المصادر والكتب العربية والمترجمة من كل اللغات لتشكل إمتدادا ثقافيا من الماضي إلى الحاضر ونحو المستقبل.
ق