المغول والشحنة و(حصر السلاح بيد الدولة ) …. محمود الهاشمي

المغول والشحنة و(حصر السلاح بيد الدولة )
محمود الهاشمي
تذكر وقائع التاريخ أن الناس في بغداد بعد دخول المغول ومقتل آخر خليفة عباسي (المستعصم بالله )عام ٦٥٦للهجرة ١٢٥٨ميلادي عاشوا في خوف ورعب وبات المرء يرى الموت اسهل من البقاء حيث كان شباب المغول يدخلون إلى منازل الناس ويستخرجون الشباب من جوف الغرف ويسوقونهم طوابير إلى سياف يقف على نهر دجلة ليقطع رؤوسهم وهم غير مكبلين ويلقي بهم إلى النهر وكان لايكلف احدهم سوى ان يدفع السياف للماء او يقتله او على الأقل أن يلقي نفسه بالماء ويهرب !!
ومما يروى أن شخصا واحدا مغوليا كان يرافق جمعا من أهالي بغدادمن المخاتير وسواهم وهم يدورون شوارع بغداد وينادون الأهالي أن يستخرجوا مالديهم من ذهب او فضة او جواهر وافرشه ثمينة
لمنحها هدايا للمغول كي يرضى عنهم ،فيما ليس معهم سوى مغولي واحد يركب بغلة ولايعرف لغة القوم!
والتاريخ يعيد نفسه عندما هاجم الداعشيون محافظة نينوى بالعراق كان عدد القوات الأمنية العراقية بالمحافظة (٩٠)الف منتسب ،فروا وسلموا المحافظة امام أربعة آلاف داعشي يرتدون الملابس الأفغانية وراحوا يستعرضون
بالمدرعات العراقية ،!
ولاأعلم عدد قوات (هيئة تحرير الشام )الذين دخلوا إلى دمشق
يقابلهم جيش مدرب سوري
والجيش السورى يعتبر من اقوى الجيوش فى الشرق الاوسط، عدد قواته 315000 و قوات الاحتياط 200000, ولديهم دبابات عددها اكثر من 5000 دبابة: 1000 دبابة تى 72 ناهيك عدد الطائرات والصواريخ وووالخ
مااراه من قادة العرب يشبه جدا حالنا قديما ..فرغم ان المقاومة لم تهزم وان حماس تفاوض بكل قوة وانصار الله يهددون (ان عادوا عدنا )والمقاومة بالعراق بكامل جاهزيتها وان ايران بكامل سلاحها وعدتها وان اسرائيل تضعضعت أعضاؤها لكن لمجرد ان تمكن الاعداء من قتل بعض قيادات حزب الله وتمكن المخطط الأمريكي التركي الاسرائيلي من احتلال دمشق
هرع ليس بالقليل من الكتاب العرب ومعهم قادة احزاب
وعملاء و ووالخ ينادون (ارفعوا ايديكم وسلموا سلاحكم )قبل ان يقتلنا الصهاينة .!
المغول دخلوا إلى مدننا فيما اسرائيل مازالت على الحدود
ولم تدخل انجا لحدودنا فهرعنا
وسلمناهم اراضينا بسوريا
وسلمنا سلاحنا ليحرقوه امام أعيننا ووقفنا ننتظر سيافا يقطع رؤوسنا ونتخلص من الحياة التي باتت عبأ علينا ..
بالعراق ورغم ان اسرائيل بعيدة عنا وسلاحنا بايدينا والمقاومة بكامل جاهزيتها مع الاحداث بسوريا تعالت أصوات (احصروا السلاح بيد الدولة )و(حل الحشد الشعبي )وراح المنظرون يتحدثون عن هجوم اسرائيلي وشيك حددته اسرائيل ب(٣٣٠)هدفا ولم يبق سوى ان يأتي (شحنة )ويمشي معه المخاتير لجمع الأموال والافرشة والمصوغات لإهدائها الى المغول الجدد .
الاميركان يتحدثون عن مصير مجهول لأمريكا ويهزؤون بتصريحات ترامب ومفكروهم يتحدثون عن بداية انهيار الولايات المتحدة والإعلام العربي (مستمتع )بنقل تصريحات ترامب وهم يفسرون نيابة عنه
بانه (رجل الحكمة )وان امريكا القوة الاولى بالعالم وحين ينقلون خبر استهداف انصار الله الحوثيين للبارجة الاميركية يقولون (يدعي الحوثيون أنهم استهدفوا بارجة أمريكية )او يكذبون الخبر ..
لم اجد حيرةً على وجوه العرب كما وجدناها على وجوه حكامنا حين أصر ترامب على (افراغ غزة من سكانها )
الكونكرس الاميركي بحزبيه الجمهوري والديمقراطي اكدوا ان صاحبهم (مجنون)و(احمق )
والحكام العرب يقولون له
(نسألك الله أن تكف عن هذا المشروع )ليس لانهم غير مقتنعين بل لان شعبهم غير مقتنع وخشية زوالهم ..
مجرد ان قال مسؤول اسرائيلي
(الطائرات القادمة من طهران والتي تحمل ركابا لبنانيين تحمل معها اموالاً وأسلحة لحزب الله )
فهرع الأعلام (المهزوم )وضغط على الحكومة (الضعيفة )ليمنع عودة الركاب علهم يقنعون
اسرائيل او يحلفون لهم بالتورات ان الركاب مجرد زوار للعتبات المقدسة )ويتمنون ان يأتي (الشحنة الاسرائيلي )ويفتش الركاب بنفسه ليقولوا(خلصنا من هذه الورطة )!!حتى انهم استعانوا بتغريدة للمطربة (إليسا )تعينهم على (حصر السلاح بيد الدولة )!
لاشك أن الحكام العرب يتمنون
ان يتخلصوا من حماس وسلاحها وإنفاقها ويتمنون أن يدخل (الشحنة الصهيوني )بنفسه داخل الأنفاق ويهدمها ويحطم سلاحها (كما فعل بالسلاح السوري )كي يقولوا (الحمد لله خلصنا من حماس وقرقعتها ).
حيث اعتبر أمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن الحل لغزة يكمن في تنحي حركة حماس عن إدارة القطاع الفلسطيني المدمر،
وامتدح رأيه مستشار رئيس الإمارات، أنور قرقاش قائلا (أنه حل عقلاني.)
لايجوز للحاكم (المهزوم )ان يحكم دولة ،فمثل هؤلاء كانوا ومازالوا سببا في إدامة الظلم والظالمين وهزيمة الامة وتخلفها ..
اسرائيل تهدد (مصر بإغراقها عبر قصف السد العالي )
كيف تجرأت اسرائيل على ذلك ؟
والكل تعلم أن جيش مصر عدة وعددا لايحتاج سوى ايام قليلة
ليجتاح الكيان بخارطته التي لاتتعدى محافظة صغيرة بمصر .
أقول :-ان يُهزم حكامنا فهذا امر عهدناه لكن لانريد لاقلامنا ان تُهزم ولالاصواتنا ان تنخفض
ولانسمح للمهزومين ان يسلموا رؤوسنا إلى عدونا ليقطعها بسكين عمياء ..
ان الذي اسكت ترامب وتراجع
عن (تهجير غزة )ليست قممنا وبياناتها (العربية) انما الشعوب فالأردن باتت على صفيح ساخن والثورة تلوح ومصر اكثر غليانا ولاتقبل بغير الكرامة طريقا ومعهم
بقية شعوب الامة العربية والإسلامية ..
نختم أننا نرى النصر قريبا انشاء الله ،وقد لاحت بوارقه
وليس لنا من مستقبل ولاكرامة إلا بتطوير سلاحنا وليس لتسليمه ،وان نقاوم يعني أن ننتصر ومانرى قوائم عدونا إلا وقد خارت فلا تطيلوا من عمره ..
وسوريا سلمت السلاح والأرض
فازداد عدوها طمعا بها
ولبنان فاوضته واحترمت القرار
والعدو مصر على ايذاء لبنان والطمع بالأرض ..
لاحظوا حماس شعبها يموت بالشوارع عطشا وجوعا وقتلا
والمقاومة تفاوض بكل عزيمة
وليس من شعبها من طالب ب
(حصر السلاح بيد الدولة )!!
وليس هنالك من شعب صنعاء من قال لحكومته (مالنا ومال غزة تبعد مئات الكيلوات عنا )
بهولاء تحيا الأمم وتصان السيادة والكرامة ..