تقرير استخباراتي: الهجوم على الهرمل والأبعاد الإقليمية للصراع

تقرير استخباراتي: الهجوم على الهرمل والأبعاد الإقليمية للصراع
المقدمة
العصر’تشير الأحداث الأخيرة على الحدود اللبنانية-السورية، وتحديدًا في منطقة الهرمل قرب بلدة القصر، إلى تصاعد في أنشطة الجماعات المسلحة المرتبطة بجبهة النصرة (عصابات الجولاني) بدعم مباشر من الأنظمة القطرية والسعودية. هذه العمليات تحمل أبعادًا استخباراتية وسياسية تهدف إلى زعزعة الاستقرار في لبنان وجرّ حزب الله إلى مواجهة غير مباشرة لتبرير تصعيد إقليمي يخدم المصالح الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة.
أولاً . تفاصيل العملية على الأرض
اقتحام مسلحين من عصابات الجولاني الأراضي اللبنانية بهدف سرقة ماشية، وهو تكتيك يُستخدم لاستفزاز السكان المحليين وإشعال صراع داخلي.
مقتل ثلاثة من المسلحين على يد صاحب مزرعة لبناني، وتسليم جثثهم إلى الجيش اللبناني عبر قنوات رسمية.
الإعلام السعودي والقطري يروّج لرواية “التسلل الخاطئ” من قبل المسلحين لتبرير وجودهم في المنطقة.
ثانياً. الحرب الإعلامية وأهدافها الاستراتيجية
إطلاق حملة دعائية عبر وسائل الإعلام القطرية والسعودية لتوجيه الاتهام لحزب الله بأنه تسلل إلى الأراضي السورية وقتل المسلحين وسحب جثثهم إلى لبنان.
التلاعب بالرأي العام لتبرير هجوم مستقبلي على المقاومة اللبنانية في منطقة الهرمل.
استغلال الحادثة لتقديم الجولاني كوكيل إقليمي للولايات المتحدة والسعودية وقطر في الحرب ضد حزب الله ومحور المقاومة.
الهدف الرئيسي
خلق ذريعة لتوسيع العمليات العسكرية ضد المدنيين في الهرمل، بحجة وجود “خلايا لحزب الله”.
إرسال رسالة إلى الداعمين الدوليين بأن الجولاني مستعد لفتح جبهة جديدة في لبنان نيابة عن التحالف الأمريكي-الإسرائيلي.
ثالثاً. البعد الإسرائيلي في الهجوم
التنسيق بين الجولاني والمخابرات الإسرائيلية، خاصة في الجنوب السوري، لتعزيز الضغط على حزب الله من الجبهة الشرقية (الحدود السورية-اللبنانية).
استغلال الحدود اللبنانية الهشة وخلق بؤر توتر بين العشائر اللبنانية في حوض العاصي ومسلحي الجولاني.
استهداف المناطق الشيعية في الهرمل والساحل السوري لخلق فتنة طائفية وتوريط حزب الله في حرب داخلية.
رابعاً. استراتيجية حزب الله في التعامل مع التصعيد
1. تجنب الانجرار إلى فخ المواجهة المباشرة مع الجولاني داخل الأراضي السورية.
2. التنسيق مع الجيش اللبناني لضبط الحدود ومنع أي اختراق أمني في الهرمل.
3. تنشيط العمليات الاستخباراتية لمراقبة تحركات الجولاني والمجموعات المدعومة خليجيًا في المنطقة.
4. تعزيز التحالف مع العشائر السنية والمسيحية في البقاع لتشكيل جبهة شعبية ضد أي اختراق إرهابي.
خامساً. التوصيات الاستخباراتية
1. تعزيز المراقبة الجوية على طول الحدود اللبنانية-السورية، خاصة في مناطق القصر وحوض العاصي.
2. إطلاق حملة إعلامية مضادة لفضح التضليل الإعلامي الذي تمارسه وسائل الإعلام القطرية والسعودية.
3. تعزيز التنسيق مع الحلفاء السوريين والإيرانيين لتأمين المعلومات الاستخباراتية حول تحركات الجولاني في الجنوب السوري.
4. إحباط محاولات إسرائيل لاستغلال هذه العمليات لإشعال جبهة جديدة في الداخل اللبناني.
الخاتمة
ما حدث في منطقة الهرمل هو جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى زعزعة استقرار لبنان وجرّ حزب الله إلى مواجهة استنزافية تخدم المصالح الإسرائيلية والأمريكية. استخدام الدعاية الإعلامية القطرية والسعودية لتبرير الهجوم ينسجم مع الأسلوب الصهيوني في خلق ذرائع وهمية لتبرير الاعتداءات. مواجهة هذا المخطط تتطلب توحيد الجبهة الداخلية وتعزيز التعاون الأمني مع الحلفاء




