الصين تتسلح لمواجهة اقتصادية طويلة المدى مع أمريكا ..د.ابراهيم نوار

الصين تتسلح لمواجهة اقتصادية طويلة المدى مع أمريكا
إنشغلت الصين خلال الأسبوع الثاني من هذا الشهر في كيفية التسلح لسباق اقتصادي طويل الأجل مع الولايات المتحدة. وبينما كان الرئيس الأمريكي مشغولا بإشعال حرب تجارية عالمية ضد حلفاء أمريكا وخصومها على السواء فإن اجتماعات الدورة السنوية للمجلس الوطني الرابع عشر في العاصمة الصينية بكين رسمت ملامح الطريق إلى العلامة التي حددتها البلاد لتكون تاريخ اكتمال الوصول إلى النضج المطلوب للنظام السياسي والاقتصادي.
الصين ضربت لنفسها موعدا مع التاريخ أن تصبح في عام 2050 اقتصادا متقدما من الطراز الأول. الترجمة الصحيحة لهذا المصطلح هو أن تصبح الصين أكبر وأقوى دولة في العالم وأكثرها تقدما، من دون استفزاز لغيرها أو طلبا للعداء مع أحد. وقد خطت المناقشات في هذه الدورة التي انعقدت بين يومي 4 إلى 11 من الشهر الحالي الخطوة الأولى على طريق الألف ميل إلى عام 2050.
ومن المفارقات المدهشة أن تلك الأيام سجلت حدثين رمزيين، يشيران معا إلى تحديات شديدة على طريق السباق بين الصين والولايات المتحدة.
الحدث الأول كان فشل إطلاق سفينة الفضاء «ستارشيب» الأمريكية في 7 اذار/مارس، وهو الفشل الثاني هذا العام. أما الحدث الثاني فقد كان نجاح إطلاق الرحلة الخامسة من رحلات صاروخ الفضاء الصيني العملاق «لونغ مارس- 8» حاملا 18 قمرا اصطناعيا لوضعها في مدارات حول الأرض.
هذه المفارقة تخبرنا بطبيعة مسار كل من القوتين العالميتين في سباقهما الاقتصادي. ويتميز المسار الصيني حتى الآن بوضوح الهدف وسلامة الطريق. أما المسار الأمريكي فإنه يتسم بالرعونة والحماقة وانخفاض مستوى الكفاءة، والنهج السلبي المعادي للقوى الأخرى.
#IbrahimNawar