آية الله آملي في حضرة النجف.. حين تتحدث الأرواح بلغة العرفان” ….. رسول حسين

“آية الله آملي في حضرة النجف.. حين تتحدث الأرواح بلغة العرفان”
رسول حسين
في لحظةٍ تتقاطع فيها الأزمنة، و تتمازج الأرواح، حلّ آية الله الشيخ عبد الله الجوادي الآملي ضيفًا على أرض العراق، حاملاً معه عبق العرفان، ونور الحكمة، وعبء الرسالة. زيارةٌ ليست كسائر الزيارات، بل هي رحلةٌ روحيةٌ تُعيد للأذهان سيرة العلماء الربانيين الذين جابوا الأرض طلبًا للمعرفة، ونشرًا للنور.
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي سيرةٌ عطرة.
وُلد الشيخ عبد الله الجوادي الآملي عام 1932م في مدينة آمل شمال إيران، وتربّى في كنف أسرةٍ علميةٍ عُرفت بالتقوى والورع. بدأ دراسته الدينية مبكرًا، وتنقّل بين الحوزات العلمية في آمل، طهران، وقم، حيث تتلمذ على يد كبار العلماء مثل السيد محمد حسين الطباطبائي، والشيخ محمد تقي الآملي، والإمام الخميني.
تميّز الشيخ الآملي بجمعه بين الفقه والفلسفة والعرفان، وأصبح من أبرز المفسرين والفلاسفة الشيعة في العصر الحديث. من مؤلفاته البارزة: “تفسير التسنيم”، “الحكمة النظرية والعملية في نهج البلاغة”، و”أسرار الصلاة”.
الزيارة بين النجف وكربلاء.
وصل الشيخ الآملي إلى العراق في زيارةٍ تحمل في طياتها أبعادًا روحيةً وعلميةً. بدأت الزيارة في النجف الأشرف، حيث التقى بالمرجعية الدينية، وتبادل معهم الآراء حول قضايا الأمة، ومستقبل الحوزات العلمية. ثم توجّه إلى كربلاء المقدسة، حيث زار مرقد الإمام الحسين (عليه السلام)، وألقى كلماتٍ مؤثرةً في جموع الزائرين، حاثًا إياهم على التمسك بالقيم الإسلامية، والسير على نهج أهل البيت (عليهم السلام).
اللقاء بالمرجعية وحوارُ العلماء.
في النجف، التقى الشيخ الآملي بكبار مراجع الدين، حيث دار الحديث حول التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية، وسبل تعزيز الوحدة بين المسلمين. أكّد الشيخ في لقاءاته على أهمية العودة إلى القرآن الكريم، ونهج أهل البيت (عليهم السلام) كمنهجٍ للحياة، ودعا إلى تعزيز الحوار بين المذاهب الإسلامية، ونبذ الفرقة والتعصب.
الزيارات و تجديدُ العهد.
لم تكن زيارة الشيخ الآملي مقتصرةً على اللقاءات الرسمية، بل شملت زياراتٍ للمراقد المقدسة في النجف وكربلاء، حيث وقف بخشوعٍ أمام أضرحة الأئمة الأطهار، مجددًا العهد بالسير على نهجهم، ومستلهمًا من سيرتهم العطرة دروسًا في الصبر، والتضحية، والإخلاص.
الشيخ الآملي بين العرفان والعلم.
يُعرف الشيخ الآملي بكونه عالمًا جامعًا بين الفقه والعرفان، حيث يرى في العرفان طريقًا للوصول إلى الحقيقة، وفي الفقه وسيلةً لتنظيم الحياة وفقًا للشريعة الإسلامية. يقول في إحدى محاضراته: “العرفان ليس ترفًا فكريًا، بل هو جوهر الدين، وروحه التي تُحيي القلوب، وتُهذّب النفوس”.
ردود الأفعال و ترحيبٌ واسع.
قوبلت زيارة الشيخ الآملي بترحيبٍ واسعٍ من قبل العلماء، وطلبة الحوزات العلمية، والجمهور العام. أشاد الكثيرون بحكمته، وتواضعه، وعمق معرفته، مؤكدين أن زيارته تُعدّ مصدر إلهامٍ للأجيال القادمة، ودافعًا لتعزيز التواصل بين الحوزات العلمية في العراق وإيران.
زيارة آية الله الشيخ عبد الله الجوادي الآملي إلى العراق ليست مجرد حدثٍ عابر، بل هي محطةٌ مهمةٌ في مسيرة التواصل العلمي والروحي بين علماء الأمة. هي دعوةٌ للتأمل في سيرة العلماء الربانيين، والسير على نهجهم في طلب العلم، وخدمة الدين، وتعزيز الوحدة بين المسلمين.


