ماذا يعني ان تشكر (المسؤول ) على تجنبه معارك الشرف ؟
محمود الهاشمي
٣-٧-٢٠٢٥
اذا كان تجنب معارك الشرف في الدفاع عن سيادة البلد وكرامة الانسان
وحريته واجارة المظلوم تمثل امتيازا للقيادات
فلا خير في مثل هذه (القيادات ) .
من المفروض ان العالم يهدم جميع النصب والتماثيل التي تزين ساحاته لانها نُصب وتماثيل اما لقائد سياسي او عسكري قاد حركة التحرر في بلاده وحررها من الاستعمار او
نصبا للحرية يحكي بطولات الشعوب بالدفاع عن كرامتها
وحريتها مثل نصب الحرية ..
ويبدو ضمن فلسفة هؤلاء
(جنبتنا حرب غزة )ان الانسان لابد له ان يستسلم للاستعمار
ولاداعي للخسائر والدخول مع المحتل بقتال ومعارك يسقط فيها ضحايا وان نسكت جميعا الى ان ياتي قدر مثل غيمة او رياح محملة بغبار او ريح صرصر
تزيل الاستعمار وتزيل الحاكم الظالم والمتجبر ..
امريكا قطعت مسافة (١٢)الف كيلو متر وجاءت الى العراق وقصفت بلادنا بكل ماتمتلك
من اسلحة واعادتنا عشرات السنين الى الخلف ..لماذا
وماشأن امريكا بنا ؟
فهل دخلت جيوشنا على بلادهم؟
كثير من الجنود الاميركان الذين دخلوا العراق اقسموا انهم لم يسمعوا بالعراق من قبل ..
امريكا دخلت الى فيتنام واحتلتها واحتلت افغانستان
ولديها (٧٥٠)قاعدة عسكرية خارج اراضيها ..ولانعرف لماذا لم يسألها احد من شعبها
(شكو عدنه مولين الهاي المناطق الماشايفيها حتى علخريطة؟)
نحن نعرف مدلول (شكرا ريس جنبتنا حرب غزة )لان شعوب هذه الرئاسات باتت تعاني من تانيب الضمير وهم يرون امريكا والغرب جميعه ومعه اموال الخليج وهم يدافعون عن اسرائيل وانهم قدموا بالايام الاولى الى معركة طوفان الاقصى الى الارض المحتلة واعلنوا ولاءهم وصرخوا (نحن صهاينة ويهود )!ولم نجد من انبهم وقال لهم (مالنا ومال اسرائيل )؟
ونحن نعيش ايام ثورة العشرين
كان من المفروض ان المرجعية
لاتصدر فتوى الجهاد ضد المستعمر البريطاني باعتبار ان الاسلحة غير متكافئة بين (الطوب والمگوار )وان لايصدروا فتوى ضد (داعش)
لان الشباب غير مدربين وليس لديهم اسلحة ولااحذية ولاملابس عسكرية ولااجور نقل
الخ وان يجنبونا (لغوة داعش وخليهم ياخذون ثلث الكاع
واحنه نگعد بقية الكاع وارض العراق حبيرة)!
وكان المفروض نترك الاميركان يحتلون العراق و(نتجنب شرهم
ليش انطينة مليون شهيد
وطلعناهم مذلين مهانين خطية )
ثم كان على الشعب الايراني ان يطالب حكومته بعدم الوقوف مع الشعب العراقي في القتال ضد داعش وان يتجنب خوض معركة خارج اراضيه )!
وكان على حزب الله بلبنان وانصار الله باليمن ان لايورطوا شعوبهم بمعركة تبعد الفي كيلو متر عن اراضيهم باسناد غزة
ومثل ذلك ان تتجنب المقاومة بالعراق اسناد غزة .!
وكان على الشعب الفيتنامي ان يستخرج جثة هوشي منه ويلعنها لانه دفع ثلاثة ملايين
من اجل تحرير فيتنام وكان من المفروض ان يبقيهم (خدماً )
تحت نير الاستعمار ..
وكان من المفروض ان يعاتب الأرجنتينيون جيفارا على قتاله بالاف الكيلو مترات عن بلاده
ويقتل هناك في بوليفيا ..
الصهاينة رغم علمهم ان ارض فلسطين ليست ارضهم وهم مفترون برواياتهم واساطيرهم
لكن رغم ذلك لم يقولوا لقادتهم (شكرا جنبتنا الحرب مع غزة او المقاومة بجميع محاورها او ايران ويوميا لديهم قتلى )..
اقول ان الامم تحيا ببطولاتها
وانجازاتها وبالوقائع والحروب التي تدرء فيها الظلم عن نفسها واوطانها،وعن نصرة المظلومين
ويكفينا شاهدا ان اسرة الامام الحسين عليه السلام لم تقل
للامام (لوجنبتنا الحرب مع يزيد واعوانه )بل وقفت بكل شجاعة وبسالة في معركة الطف المشهودة التي مازلنا نتذكرها كل عام بكل فخر واعتزاز ونقول
(ياليتنا كنا معكم سادتي لنفوز فوزا عظيما )
نحن نعلم جيدا ان الذين يعبرون عن شكرهم للمسؤولين
بدعوى انه(جنب الشعب )حرب غزة والمنازلة بين ايران واسرائيل واختار الوقوف على (التل) وقال عن التغيير بسوريا
(شأن داخلي) ليس همه (حقاً)حماية شعبه من الاذى
انما هو موقف سياسي ،يقع ضمن المشروع (الابراهيمي)
الداعي الى تفكيك المنطقة والتفرد بدولها وجرجرتهم من ياقاتهم الى (مقصلة التطبيع ).
تركنا سوريا وشأنها فباشرت
بمشروعها الطائفي التطبيعي ..
وتركنا غزة فباتوا حصادا لمناجل الصهاينة وتركنا لبنان
فهاهم يخنقونه ليجردوه من سلاحه ثم حتما التوجه الى ذات المقصلة ..
الغريب ان اسرائيل كلما ازادات
ظلما وقتلا وتجويعا وتدميرا واعتداء ازداد عدد اصدقائها من المرجفين كما يقول الشاعر
(ولكنهم رؤوا في الموتِ حلاً لامرهم …فمدوا رقاب الذل يحصدها السيفُ)وباتت اسرائيل ترصدهم بشكل دقيق حيث بعد كل مجزرة تحصل على (مطبع).
يبدو ان هؤلاء (المرجفون)لهم
مايشبههم على مدى التاريخ
واتذكر ان الشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي احد اللذين لعنوا ثوار ثورة العشرين بالعراق يوم ثاروا على الانكليز وامتدح المندوب السامي البريطاني البيرسي كوكس حيث يفول
(إن العـــراق لمســـعود برؤيتـــه
أبـاً لـه مـن بلاد العـدل قـد وردا)
وهناك من اكثر اللوم على حركات تحرير الجزائر لانهم تسببوا في سقوط ضحايا من المدنيين من ابناء الجزائر ،وما زال اللوم على اشده على المقاومة بغزة لانهم
يقاتلون دفاعا عن وطنهم .!
لانستطيع ان نسكت اصوات المرجفين قديما او حديثا فقد
اورد التاريخ عنهم الكثير ولكن هم (اراذل )وسّخوا اوراق الحضارات ولوثوا الطرقات ..
